بسم الله الرحمن الرحيم
( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه
عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به
قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير )
وذلك لإفشائها سِرّاً استكتمها إيّاه ، فلم تكتمه ،
وقصة ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خلا يوماً بمارية -رضي الله عنها-
في بيت حفصة ، فلمّا انصرفت مارية دخلت حفصة حجرتها
وقالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-
( لقد رأيت من كان عندك ، يا نبي الله لقد جئت إليّ شيئاً ما جئت إلى أحدٍ
من أزواجك في يومي ، وفي دوري وفي فراشي )ثم استعبرت باكية
، فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- باسترضائها فقال
( ألا ترضين أن أحرّمها فلا أقربها ؟)قالت ( بلى )فحرّمها وقال لها
( لا تذكري ذلك لأحدٍ )ورضيت حفصة بذلك
، وسعدت ليلتها بقرب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا أصبحت الغداةَ
، لم تستطع على كتمان سرّها ، فنبّأت به عائشة
، فأنزل الله تعالى قوله الكريم مؤدِّباً لحفصة خاصة ولنساء النبي عامة
وقال ابن عباس فى تفسير القرطبى انه ايضاً لاخبارها ان اباها وابوبكر
يكونان خليفتي على أمتي من بعدي؛ وقال ابن عباس. قال:
أسر أمر الخلافة بعده إلى حفصة فذكرته حفصة.
روي الدارقطني في سننه عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
في قوله تعالى: « وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا »
وجازاها النبي صلى الله عليه وسلم بأن طلقها طلقة واحدة.
فنزل جبريل -عليه السلام- من الغَدِ على النبي -صلى الله عليه وسلم-
فقال ( إن الله يأمرك أن تُراجِعَ حفصة رحمة بعمر )
وفي رواية أن جبريل قال
( أرْجِع حفصة ، فإنها صوّامة قوّامة ، وإنها زوجتك في الجنة )
واعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه شهرا،
ثم كفَّر النبي عن يمينه، وأصاب مارية بعد ذلك مثل باقى زوجاته
وقعد في مشربة مارية أم إبراهيم حتى نزلت آية التحريم على ما تقدم.