Quantcast
Channel: عدلات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 25681

خاطرة يا ساكنة الفؤاد

$
0
0
تجمع الناس، و دوى صوت الجميع من حولي، تلمسوا أطراف مهدي، كلٌ يأتي بدوره ويتأملني.

أما أنت فالتصقتِ بي مسرعة، أمسكتِ بيدي وحضنتني، وسكنتِ قلبي...سكنتهِ منذ أن خلقتُ على هذه الدنيا.

جئتُ لكِ، وجئتِ إلي

التقينا من بعد حرٍ وبرد، من بعد حربٍ وقهر، من بعد فراغٍ وتعب، تعبٌ طويلٌ طويل !.

تألمت أمي بشدة،لكنها كتمتْ صرخة الألم، وأطلقت عوضاً عنها اسماً عذباً ثقيلاً فناديتني

" هديل" وكنتِ أنت هبةً من الله لي ...وكبرنا سوياً.

كنتِ نفحة الهواء التي عشتُ منها، و أول أنفاسي في الدنيا كما أن يدكِ كانت أول يدٍ بشرية لمست جلدي من بعد أمي والممرضة بل ربما قبلهما.

جئتُ على هذه الدنيا وأنا مستعدة جينياً لأن أكون معكِ، أتقاسم وأتشارك كل شيء معكِ،معكِ أنتِ.كان صوتكِ كصوت الجورية، وأنت تداعبينني صباحاً...ثم تغادرين.انكمش خلف قضبان النافذة، أنتظر عودتكِ، أفتش حقيبتكِ، ونجمات دفاتركِ، حتى جاء الوقت الذي تأخذين بيدي لأجاورك طريق مدرستكِ ...وأصبحت مدرستكِ ( مدرستنا).وبت تراقبينني، وتتفقدي حالي وأحوالي من هنا وهناك، لم ينفك ظلكِ عني إطلاقاً....وهكذا حتى كبرنا.ولم يتغير شيء، ولم يتبدل شيء، فقط اتسع الحب بهالته، ونما حبكِ في قلبي كنمو الريحان في أرضه.

كان جسدي يستيقظ مبكراً في كل يوم، وينام في كل يوم على كلام يجمعنا... يقتحم أفواهنا حباً ومرحاً وضحكاً.




للوصول الينا ومتابعة كل جديد اكتبي بمحرك البحث (منتدى عـدلات) او (3dlat)




Viewing all articles
Browse latest Browse all 25681

Trending Articles