سورة المسد
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴿١﴾ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴿٢﴾ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴿٣﴾ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴿٤﴾ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ﴿٥﴾
التعريف بالسورة :
1) مكية .
2) من المفصل .
3) آياتها 5 .
4) ترتيبها بالمصحف الحادية عشرة بعد المائة .
5) نزلت بعد سورة الفاتحة .
6) بدأت بالدعاء على أبي لهب " تبت يدا أبي لهب " . سميت سورة تبت لم يذكر لفظ الجلالة فيها .
7) ـ الجزء (30) ـ الحزب ( 60) ـ الربع ( 8) .
8) تسمى أيضاً سورة ( اللهب ) وسورة ( تبت ).
محور مواضيع السورة
يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ هَلاَكِ( أَبِي لَهَب) عَدُوِّ الَّلهِ وَرَسُولِهِ ، الَّذِي كَانَ شَدِيدَ العَدَاءِ لِرَسُولِ الَّلهِ ، فَكَانَ يَتْرُكُ شُغْلَهُ وَيَتْبَعُ الرَّسُولَ ؛ لِيُفْسِدَ عَلَيْهِ دَعْوَتـَهُ ، وَيَصُدَّ النَّاسَ عَنِ الإِيمَانِ بـِهِ ، وَقَدْ تَوَعَّدَتـْهُ السُّورَةُ في الآخِرَةِ بِنَارٍ مُوقَدَةٍ يَصْلاَهَا وَيُشْوَى بِهَا ، وَقُرِنَتْ زَوْجَتُهُ بـِهِ في ذَلِكَ ، وَاخْتَصَّتْها بِلَوْنٍ مِنَ العَذَابِ الشَّدِيدِ ، هُوَ مَا يَكُونُ حَوْلَ عُنُقِهَا أَيْ حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ تُجْذَبُ بـِهِ في النَّارِ ؛ زِيَادَةً في التَّنْكِيلِ وَالدَّمَار
أسباب النزول
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: صعد رسول الله ﷺ ذات يوم الصفا فقال: يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقالوا له: ما لك قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقون قالوا: بلى قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب: تباً لك ألهذا دعوتنا جميعاً فأنزل الله عز وجل (تَبَّت يَدا أَبي لَهَبٍ وَتَبَّ) إلى آخرها. رواه البخاري عن محمد بن سلام عن أبي معاوية إلى آخرها.
معانى الكلمات
(تـَـبّتْ ) هَلكَتْ أو خَسِرَتْ أو خابَتْ
( يدا أبي لهب ) أي جملته وعبر عنها باليدين مجاز لأن أكثر الأفعال تزاول بهما وهذه الجملة دعاء
(وتبَّ ) خبر بأن هذا الدعاء تحقق ، فدعاءٌ عليه بالخسارة ثم أُخبر بأن هذه الخسارة وأن هذا الهلاك قد تحقق .
(ما أغنى عنه) ما دَفَـعَ التـّـبَابَ عنه
(ما كَسَب )الذي كَسَبَـهُ بـِـنـَـفـْسِهِ
(سَيَصلى نارًا) سَـيَـدْخلـها أوْ يُقاسي حَرّها
(ذات لهب ) أي تلهب وتوقد فهي مآل لكنيته لتلهب وجهه إشراقا وحمرة
( الحطب ) الشوك والسعدان_نوع من الشوك_ تلقيه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم
(في جيدها) في عُـنـُـقِـها
(مِنْ مَسَدٍ )مـمّـا يُـفـْـتـَـلُ قـَويّـا مِنَ الحِبَال
تفسير السورة للسعدى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ( 1 ) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ( 2 ) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ( 3 ) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ( 4 ) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ( 5 ) .
_أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة والأذية للنبي ﷺ، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة - قبحه الله- فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة .
_ زوجته هي : أروى بنت حرب بن أمية بن عبد شمس ،أخت الصحابي أبو سفيان بن حرب.
_فقال: ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) أي: خسرت يداه، وشقى ( وَتَبَّ ) فلم يربح،
_ ( مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ ) الذي كان عنده وأطغاه، ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئًا من عذاب الله إذ نزل به.
_ ( سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ) أي: ستحيط به النَّار من كل جانب، هو ( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) .
وكانت أيضًا شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان، وتلقي الشر، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطبًا، قد أعد لها في عنقها حبلا ( مِنْ مَسَدٍ ) أي: من ليف.
أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها، متقلدة في عنقها حبلا من مسد،
هذه السورة معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم:
ففيها آية باهرة من آيات الله، فإن الله أنزل هذه السورة، وأبو لهب وامرأته لم يهلكا، وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا بد، ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة.
وأخيراً:
وروى الحافظ أبو بكر البزار - بإسناده - عن ابن عباس قال: لما نزلت: تبت يدا أبي لهب جاءت امرأة أبي لهب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه أبو بكر. فقال له أبو بكر: لو تنحيت لا تؤذيك بشيء! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه سيحال بيني وبينها".. فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر، فقالت: يا أبا بكر، هجانا صاحبك. فقال أبو بكر: لا ورب هذه البنية ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به،(وكان الهجاء لا يكون إلا شعرا) فقالت: إنك لمصدق. فلما ولت قال أبو بكر: ما رأتك؟ قال: "لا. ما زال ملك يسترني حتى ولت"..
_وهناك امر هام اخير
قد كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد زوَّج رقية ابنته من " عتبة بن أبي لهب " .
و " أم كلثوم " - وهي أصغر من رقية - : زوَّجها صلى الله عليه وسلم من " عتيبة بن أبي لهب " .
فلمَّا أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة : اغتاظ أبو لهب فأساء للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأعلن العداوة له ، فأنزل الله في حقه وحق زوجته سورة ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) ، فطلب أبو لهب وأم جميل من ابنيهما تطليق بنتي النبي صلى الله عليه وسلم .فطلقاهما قبل دخولهما عليهما .
تم تفسير السورة بفضل الله تعالى ويليها بإذن الله تفسير سورةالنصر
وفقنا الله واياكم لرضاه ،بارك الله فيكم على طيب المتابعة
المراجع
تفسير السعدى
تفسير الجلالين
أسباب النزول علي بن أحمد الواحدي النيسابوري
تفسير وبيان الشيخ حسنين محمد مخلوف
رَوحٌ وَرَيحَان في مَوضُوعَات القُرآن الكَرِيم نُور مُحَمَّد مُؤَيَّد الجَندَلي
الدرر السنية فى تحقيق الاحاديث.
المصدر: منتدى عدلات