أحبتى فى الله أحييكم بتحية الله لخلقه أجمعين يوم يلقونه فى جنته سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وأحمد إليكم الله وأصلّى على سيدى رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
نحن نشاهد فى ليالينا المقمرة القمر ، ليالينا بجمالها وجلالها وحتى أن المحبين يصفون ما يحبونه ويقولون كالقمر، ولكن هل علمتم القمر كيف كان تاريخه وكيف كان وضعه الحقيقى...تعالوا نتأمل هذه الحقيقة فيما يحدثنا عنه القرءان والعلم فى محو القمر.
عندما ننظر إلى السماء فى ليلة صافية ونرى نور القمر نظن أن القمر وُجد هكذا وسيظل هكذا ،و لكن الأبحاث العلمية الحديثة الصادرة تخبرنا عكس ذلك، فقد كان القمر قبل ملايين السنين جسماً ملتهباً إستمر على هذا الحال لملايين السنين وبعد ذلك تبرّد تدريجياً حتى وصل إلى الشكل الذى نراه عليه اليوم ، مع العلم أن باطن القمر لا يزال ملتهباً حتى الآن ولكننا لا نرى ذلك إلا من خلال الدراسة والبحث العلمى.
لقد قامت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بدراسة حول القمر وأثبتوا أن هذا الجسم قد تعرّض لملايين القذائف والتى نسميها بالنيازك التى جعلت منه كوكباً مليئاً بالوديان والحفر والتشوهات.
إذن الحقيقة العلمية اليقينية تؤكد أن القمر كان جسما مشعا يشع الضوء والحرارة مثل الشمس فمحى الله ضوءه وجعله جسما باردا مهمته أن يعكس أشعة الشمس.
هذه الحقيقة التى نظنها جديدة ليست بجديدة على كتاب الله الذى وصف لنا بدقة هذه الحقيقة فى قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً(12) (الإسراء)
قال ابن عباس كان القمر يضئ كما تضئ الشمس والقمر آية الليل و الشمس آية النهار فمحونا أية الليل(السواد الذى فى القمر) وهذا ما أثبته العلم بالفعل.
ولذلك فإثبات هذه الحقيقة العلمية فى كتاب أُنزل فى القرن السابع الميلادى يشهد بأنه أُنزل من عند الله تبارك وتعالى.
من الذى علّم محمداً أن القمر كان ملتهباً قبل ملايين السنين ثم تبرّد حتى وصل للشكل الحالى؟ إنه اللّه الذى لا إله إلا هو ، وهكذا فهم صحابة رسول الله هذه الحقيقة التى لم يعلمها البشر إلا فى سنوات متأخرة.
(اللهم إنا نسألك البصيرة التى تبصّرنا والعلم الذى ينير لنا الطريق الواصل إلى الله عز وجل بدليل وبرهان حتى يعلم الجميع أن الله حق).
